فأعتق صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هذه الواقعة رقبة، وقد قيل: إن تحريمه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هنا كان بيمين حلفها وحينئذ لا يكون فيه حجة لمن رأى أن «أنت على حرام» يمين ﴿والله﴾ أي والحال أن المختص بأوصاف الكمال ﴿مولاكم﴾ أي يفعل معكم فعل القريب الصديق ﴿العليم﴾ أي البالغ العلم بمصالحكم وغيرها إلى ما لا نهاية له ﴿الحكيم *﴾ أي الذي يضع كل ما يصدر عنه لكم في أتقن محاله بحيث لا ينسخه هو ولا يقدر غيره أن يغيره ولا شيئاً منه، وقال الإمام أبو جعفر ابن الزبير: لاخفاء بشدة اتصال هذه السورة بسورة الطلاق لاتحاد مرماهما وتقارب معناهما، وقد ظن أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طلق نساءه حين اعتزل في المشربة حتى سأله عمر رضي الله عنه والقصة معروفة وتخييره صل الله عليه وسلم إياهن أثر ذلك وبعد اعتزالهن شهراً كاملاً وعتب الله عليهن في قوله:
﴿وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه﴾ [التحريم: ٤] وقوله: ﴿عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراً منكن﴾ [التحريم: ٥] فهذه السورة وسورة الطلاق أقرب شيء وأشبه بسورة الأنفال وبراءة لتقارب المعاني والتحام المقاصد - انتهى.