المعتوب وأعون على توبته وعدم عدده إلى فعل مثله ﴿وأعرض عن بعض﴾ وهو أمر السرية والعسل تكرما منه أن يستقصي في العتاب وحياء وحسن عشرة، قال الحسن: ما استقصى كريم قط، وقال سفيان الثوري: ما زال التغافل من فعل الكبراء وإنما عاتب على أمر الخلافة خوفاً من أن ينتشر في الناس ويذيع، فربما أثار حسداً من بعض المنافقين وأورث الحسود للصديق والفاروق كيداً أو جر إلى مفسدة لا نعلمها، وخفف الكسائي: عرف أي أقر به والمعرفة سبب التعريف والتعريف عن المعرفة فإطلاق أحدهما على الآخر شائع وعلاقته ذلك وأشار إلى مبادرته بتعريفها ذلك لئلا ينتشر ما يكرهه منه بقوله: ﴿فلما نبأها﴾ بما فعلت من إفشاء ما عرفها منه على وجه لم يغادر من ذلك الذي عرفها ﴿به﴾ شيئاً منه ولا من عوارضه ليزداد بصيرة، روي أنها قالت: قلت لعائشة رضي الله عنها سراً وأنا أعلم أنها لا تظهره، قاله الملوي وهو معنى قوله: ﴿قالت﴾ أي ظناً منها أن عائشة رضي الله عنها أفشت عليها ﴿من أنبأك هذا﴾ أي مطلق إخبار، واستأنف قوله: ﴿قال نبأني﴾ وحذف المتعلق اختصاراً للفظ وتكثيراً للمعنى بالتعميم إشارة إلى أنه أخبره بجميع ما دار بينها وبين عائشة رضي الله عنهما مما عرفها به ومن غيره على أتم ما كان ﴿العليم﴾ أي المحيط بالعلم ﴿الخبير *﴾ أي المطلع