أنت أفظ وأغلظ من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» على بابه ولا محذور.
ولما كان انتقام الولي من العدو إنما هو لله سبحانه وتعالى، لاحظ له فيه، فكان موجباً لعدم اكتفاء الله به في حق الولي، فكان التقدير: فإنهم ليس لهم عصمة ولا حرمة في الدنيا ولا قوة وإن لاح في أمرهم خلاف ذلك، عطف عليه قوله: ﴿ومأواهم﴾ أي في الآخرة ﴿جهنم﴾ أي الدركة النارية التي تلقى داخلها بالعبوسة والكراهة.
ولما كان التقدير: إليها مصيرهم لا محالة، عطف عليه قوله: ﴿وبئس المصير *﴾ أي هي، فذلك جزاء الله لهم عن الإساءة إلى أوليائه والانتقاص لأحبائه.
ولما كان أمر الاستئصال في الإنجاء والإهلاك أشبه شيء بحال أهل الآخرة في الدينونة بالعدل والفضل، وكان المفتتح به السورة عتاب النساء، ثم أتبع بالأمر بالتأديب لجميع الأمة إلى أن ختم بهلاك المخالف في الدارين، وكان للكفار قرابات بالمسلمين وكانوا يظنون أنها ربما تنفعهم، وللمسلمين قرابات بالكفار وكانوا ربما توهموا أنها تضرهم، قال مجيباً لما يتخيل من ذلك تأديباً لمن ينكر عليه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ


الصفحة التالية
Icon