كل واحدة منهما تحت عبد، وعبر بذلك لأن أثر الناس عند الملك كما تقدم عبيده، ودل على كثرة عبيده تنبيهاً على غناه بقوله: ﴿من عبادنا﴾.
ولما كانت طبقات القرب متفاوتة بحسب الصلاح قال: ﴿صالحين﴾ وهما نوح ولوط عليهما الصلاة والسلام ﴿فخانتاهما﴾ بعدم المتابعة في الدين نفاقاً منهما لا بالخيانة في الفرش، فقد صان الله جميع الأنبياء من ذلك فلم تقل واحدة منهما لأجل كفرهما: رب اجعلني مع نبيك في الجنة، وآذن بعدم قبول الشفاعة فيمن أساء إلى الحبيب وبعذابه حتماً للتشفي بقوله: ﴿فلم﴾ أي فتسبب عن ذلك أن العبدين الصالحين لم ﴿يغنيا عنهما﴾ أي المرأتين بحق الزواج ﴿من الله﴾ أي من عذاب الملك الذي له الأمر كله فلا أمر لغيره ﴿شيئاً﴾ أي من إغناء لأجل خيانتهما بالمخالفة في الدين، ودل على كمال قدرته تعالى بالتعبير بالمجهول فقال: ﴿وقيل﴾ أي للمرأتين ممن أذن له في القول النافذ الذي لا مرد له: ﴿ادخلا النار﴾ أي مقدماتها من الإصرار على الكفر ثم الإهلاك بعذاب الانتقام في الدنيا وحقيقتها في الآخرة لأن الله أبغضهما لأنهما عدو لأوليائه، وذلك كما قيل: عدو صديقي ليس لي بصديق.


الصفحة التالية
Icon