العشر الموتر في نفسه قواماً وإحاطة في جميع القرآن كذلك كان سورة «ق» وسورة «ن» قواماً خاصاً وإحاطة خاصة بما يخص العامة من القرآن الذي يجمعهم الأرض بما أحاط من ظاهرها من صورة جبل «ق» وما أحاط بباطنها من صورة حيوان «ن» الذين تمام أمرهم بما بين مددي إقامتهما، وبهذه السورة المفتتحة بالحروف ظهر اختصاص القرآن وتميز عن سائر الكتب لتضمنه الإحاطة التي لا تكون إلا للخاتم الجامع، واقترن من التفصيل في سورها ما يليق بإحاطتها، ولإحاطة معانيها وإبهامها كان كل ما فسرت به من معنى يرجع إلى مقتضاها صحيحاً في إحاطتها بمتنزلها من أسماء الله وترتبها في جميع العوالم فلا يخطىء فيها مفسر لذلك لأنه كلما قصد وجهاً من التفسير لم يخرج عن إحاطة ما يقتضيه، ومهما فسرت به من أسماء الله أو من أسماء الملائكة أو من أسماء الأنبياء أو من مثل الأشياء أو صور الموجودات أو من أنها أقسام أقسم بها أو فواتح عرفت بها السور أو أعداد تدل على حوادث وحظوظ من ظاهر الأمر أو باطنه على اختلاف رتب وأحوال مما أعطيه المنزل عليه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ


الصفحة التالية
Icon