من الناس عليك به صنيع يمتن به بأن يذكره على سبيل اللوم والتقريع، فهذا بيان السعادة، والأجر لا يكون إلا على العمل الصالح، والعمل رشح الأخلاق، فصالحه نتيجة الأخلاق الحسنة والعقل الراجح.
ولما ثبت بهذا العقل مع ما أفاده من الفضل، وكان الذي يؤجر قد يكون في أدنى رتب العقل، بين أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أعلاها بقوله مؤكداً لما مضى: ﴿وإنك﴾ وزاد في التأكيد لزيادتهم في المكابرة فقال: ﴿لعلى خلق﴾ ولما أفهم السياق التعظيم، صرح به فقال: ﴿عظيم *﴾ وهو الإسلام الذي دعا إليه القرآن لا بالبلاء ينحرف، ولا بالعطاء ينصرف، لأن خلقه - بشهادة أعرف الناس به زوجه أم المؤمنين الصديقة عائشة بنت الصديق أبي بكر رضي الله عنهما - القرآن، فلا يتحرك ولا يسكن إلا بأمره ونهيه، فهذا الخلق نتيجة الهدى والهدى نتيجة العقل، وهو سبب السعادة، فأفهم ذلك عدم سعادتهم لعدم عقولهم، وقال الواسطي: أظهر الله قدرته في عيسى عليه السلام ونفاذه في آصف، وسخطه وقهره في


الصفحة التالية
Icon