بحقائق الأمور وكشفه لمستورها قوله إلهاباً وتهييجاً على الثبات على معاصاتهم إعلاماً للضال بأماراته ليعلم المهتدي لأن الأمور تعلم بأضدادها. وهو خطاب له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والمراد أمته ليكون ذلك أبلغ في سماعهم: ﴿فلا تطع﴾ أي أيها المأمور بإنقاذهم من غوائل أهوائهم وأشراك أهلاكهم ﴿المكذبين *﴾ أي العريقين في التكذيب، قال الملوي: ولا يخفى أن كل كفر ظهر وكل ضلالة ظهرت، وكل بدعة وكل شر إنما كان سببه إفساد القوة العلمية والنطقية، وهو يكون بالتكذيب، ثم علل ذلك بما يكون مجموعه على وقوعه منهم من مدة طويلة وهم مستمرون عليه بقوله: ﴿ودوا﴾ أي أحبوا محبة عظيمة واسعة متجاوزة للحد قديماً مع الاستمرار على ذلك وأكد تهالكهم على هذه الودادة بما يفهم التمني وإن ذلك مستمر منهم لا أنه وقع ومضى، فقال مشيراً إلى إفسادهم القوة النطقية وخلق الشجاعة الغريزية: ﴿لو تدهن﴾ أي تلاين فتوافق على بعض


الصفحة التالية
Icon