لأجل عظمها إلى نهاية رتب التأكيد بحيث يكون بلوغ غيرها ما يقصد بالنسبة إلى بلوغها ذلك عدماً أي أن بلوغها هو البلوغ لا غيره، أو ثباتها منته ﴿إلى يوم القيامة﴾ لا يمكن الخروج عن عهدتها إلا في ذلك اليوم ليحتاج لأجلها إلى إكرامكم في الدارين.
ولما ذكر ذلك القسم بالأيمان ذكر المقسم عليه فقال: ﴿إن لكم﴾ أي خاصة دون المسلمين ﴿لما تحكمون *﴾ أي تفعلونه فعل الحاكم الذي يلزم قوله لعلو أمره على وجه التأكيد الذي لا مندوحة عنه فتحكمون لأنفسكم بما تريدون من الخير.
ولما عجب منهم وتهكم بهم، ذيل ذلك بتهكم أعلى منه يكشف عوارهم غاية الكشف وينزل بهم أشد الحتف، فقال مخوفاً لهم بالإعراض: ﴿سلهم﴾ أي يا أيها الرسول الذي محت دلائله بقوة أنوارها الأنوار.
ولما كان السؤال سبباً لحصول العلم علقت، «سل» على مطلوبها الثاني وكان حقه أن يعدى بعن فقال: ﴿أيهم بذلك﴾ أي الأمر العظيم من المعاهدة والدليل النقلي والعقلي ﴿زعيم *﴾ أي كفيل وضامن أو سيد أو رئيس أو متكلم بحق أو باطل لتلزمه في ادعائه صحة ذلك


الصفحة التالية
Icon