النفس واجتهاد في الطلب ﴿وراء ذلك﴾ أي شيئاً من هذا خارجاً عن هذا الأمر الذي أحله الله تعالى، والذي هو أعلى المراتب في أمر النكاح وقضاء اللذة أحسنها وأجملها. ولما كان الوصول إلى ذلك لا يكون إلا بتسبب من الفاعل ربط بالفاء قوله: ﴿فأولئك﴾ أي الذين هم في الحضيض من الدناءة وغاية البعد عن مواطن الرحمة ﴿هم﴾ أي بضمائرهم وظواهرهم ﴿العادون *﴾ أي المختصون بالخروج عن الحد المأذون فيه.
ولما ذكر العادي أتبعه الواقف عند الحدود فقال: ﴿والذين هم﴾ أي ببذل الجهد من توجيه الضمائر ﴿لأماناتهم﴾ أي كل ما ائتمنهم الله عليه من حقه وحق غيره.
ولما كان ذلك قد يكون من غير عهد، قال مخصصاً: ﴿وعهدهم﴾ أي ما كان من الأمانات بربط بالكلام وتوثيق ﴿راعون *﴾ أي حافظون لها معترفون بها على وجه نافع غير ضار.
ولما كان أجل العهود والأمانات ما كان بإشهاد قال مبيناً لفضل الشهادة: ﴿والذين هم﴾ أي بغاية ما يكون من توجيه القلوب ﴿بشهاداتهم﴾ التي شهدوا بها أو يستشهدون بها لطلب أو غيره، وتقديم المعمول إشارة إلى أنهم في فرط قيامهم بها ومراعاتهم لها كأنهم