إلى المظنون العاجل بعد ترك المحقق عاجلاً وآجلاً ﴿من﴾ أي من رؤسائهم البطرين بأموالهم المغترين بولدانهم، وفسرهم بقوله: ﴿لم يزده﴾ أي شيئاً من الأشياء.
ولما كان المال يكون للإنسان الولد، وكان ينبغي أن يشكر الله الذي آتاه إياه ليكون له خيراً في الدارين وكذا الولد قال: ﴿ماله﴾ أي بكثرته ﴿وولده﴾ كذلك، وهو الجنس في قراءة التحريك - وكذا في قراءة ابن كثير والبصريين وحمزة والكسائي بالضم والسكون على أنه لغة في المفرد كالحزن والحزن والرشد والرشد، أو يكون على هذه جمعاً كالأسد والأسد، ويكون اختيار أبي عمرو لهذه القراءة في هذا الحرف وحده للإشارة بجمع الكثرة المبني على الضمة التي هي أشد الحركات إلى أنهم - وإن زادت كثرتهم وعظمت قوتهم - لا يزيدونهم شيئاً ﴿إلا خساراً *﴾ بالبعد عن الله والعمى عن محجة الطريق، فإن البسط لهم في الدنيا بذلك كان سبباً لطغيانهم وبطرهم واتباعهم لأهوائهم حتى كفروا واستغووا غيرهم


الصفحة التالية
Icon