الموحى به فهو في محل رفع إلا عند أبي جعفر فإنه فتح ﴿وأنه تعالى﴾ [الجن: ٣] و ﴿أنه كان يقول﴾ [الجن: ٤] ﴿وأنه كان رجال﴾ [الجن: ٦] ووافقهم نافع وأبو بكر عن عاصم في غير ﴿وأنه لما قام﴾ [الجن: ١٩] فإنهما كسراها وفتح الباقون وهم ابن عامر وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم الكل إلا ما صدر بالفاء على أنه معطوف على محل الجار في «به» أي صدقناه وصدقنا أنه - لا على لفظه وإلا لزم إعادة الجارّ عند نحاة البصرة، وقيل: عطف على لفظ الضمير في «به» على المذهب الكوفي الذي نصره أبو حيان وغير واحد من أهل اللسان.
ولما وصفوه بهذا التعالي الأعظم المستلزم للغنى المطلق والتنزه عن كل شائبة نقص، بينوه بنفي ما ينافيه بقولهم إبطالاً للباطل: ﴿ما اتخذ﴾ عبر بصيغة الافتعال بياناً لموضع النقص لا تقييداً ﴿صاحبة﴾ أي زوجة ﴿ولا ولداً *﴾ لأن العادة جارية بأنه لا يكون ذلك إلا بمعالجة وتسبيب، ومثل ذلك لا يكون إلا لمحتاج إلى بضاع أو غيره، والحاجة لا تكون إلا من ضعف وعجز، وذلك ينافي الجد، فالمحتاج لا يصح أصلاً أن يكون إلهاً وإن كان بغير تسبيب ومهلة، فهو عبث لأن مطلق الاختراع مغن عنه، فلم يبق إلا العبث الذي ينزه الإله عنه