به عناية.
ولما كان التقدير لتعليل المبالغة في الإخبار بعد الغفران لهم: لأن فسقهم قد استحكم فصار وصفاً لهم ثابتاً، عبر عن ذلك بقوله: ﴿إن الله﴾ أي الذي له صفات الكمال ﴿لا يهدي القوم﴾ أي الناس الذي لهم قوة في أنفسهم على ما يريدونه ﴿الفاسقين *﴾ لأنهم لا عذر لهم في الإصرار على الفسق وهو المروق من حصن الإسلام بخرقه وهتكه مرة بعد مرة والتمرن عليه حتى استحكم فهم راسخون في النفاق والخروج عن مظنة الإصلاح.
ولما كان هذا داعياً إلى السؤال عن الأمر الذي فسقوا به، قال مبيناً له: ﴿هم﴾ أي خاصة بواطنهم ﴿الذين يقولون﴾ أي أوجدوا هذا القول ولا يزالون يجددونه لأنهم كانوا مربوطين بالأسباب محجوبين عن شهود التقدير غير محققين بتصريف الأحكام، فأنطقهم ما خامر قلوبهم من تمني إطفاء نور الله فتواصوا فيما بينهم بقولهم: ﴿لا تنفقوا﴾ أيها المخلصون في النصرة ﴿على من﴾ أي الذين ﴿عند رسول الله﴾ أي الملك المحيط بكل شيء، وهم فقراء المهاجرين، وكأنهم عبروا بذلك وهم لا يعتقدونه تهكماً وإشارة إلى أنه لو كان رسوله


الصفحة التالية
Icon