في حين من الأحيان، فلذلك هم يقولون مثل هذا الخراف، وروي أنه لما نزلت هذه الآية جاء عبد الله ولد عبد الله بن أبي ابن سلول الذي نزلت بسببه إلى أبيه، وذلك في غزوة المريسيع لبني المصطلق فأخذ بزمام ناقة أبيه وقال: أنت والله الذليل، ورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العزيز، ولما دنوا من المدينة الشريف جر سيفه وأتى أباه فأخذ بزمام ناقته. وزجرها إلى ورائها وقال: إياك وراءك والله لا تدخلها حتى يأذن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولئن لم تقر بأن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأعز وأنت الأذل لأضربن عنقك، قال: أفاعل أنت؟ قال: نعم، قال: أشهد أن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، وشكا ولده إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأمره أن يدعه يدخل المدينة، فأطلق فدخل.
ولما كان هذا الذي حكاه سبحانه وتعالى عن المنافقين بحيث يعجب غاية العجب من تصور قائله له فضلاً عن أن يتفوه به فكيف بأن يعتقده، نبه على أن العلة الموجبة له طمس البصيرة، وأن العلة في طمس البصيرة الإقبال بجميع القلب على الدنيا رجوعاً على إيضاح ما تقدم في


الصفحة التالية
Icon