ظرف ما أفهم حرف الردع تقديره من عدم المحبة: ﴿إذا بلغت﴾ أي النفس المقبلة على العاجلة بأمر محقق - بما أفهمته أداة التحقق ﴿التراقي *﴾ أي عظام أعالي الصدر، جمع ترقوة وهي العظام التي حول الحلقوم عن يمين ثغرة النحر وشمالها بين الثغرة وبين العاتق، ولكل إنسان ترقوتان، وهو موضع الحشرجة، لعله جمع المثنى إشارة إلى شدة انتشارها بغاية الجهد لما هي فيه من الكرب لاجتماعها من أقاصي البدن إلى هناك وضيق المجال عليها كأنها تريد أن تخرج من أدنى موضع يقرب منها، وهذا كناية عن الإشفاء على الموت وما أحسن قول حاتم الطائي وأشد التئامه مع ما هنا من أمر الروح:

أماويّ ما يغني الثراء عن الفتى إذا حشرجت يوماً وضاق بها الصدر
ولما كان أهل الميت يشتد انزعاجهم إذ ذاك ويشتد تطلبهم لما ينجي المحتضر من غير أن يفيدهم ذلك شيئاً، فكان قولهم كأنه لا قائل له على التعيين، بني للمفعول قوله: ﴿وقيل﴾ أي من كل قائل يعز عليه الميت استفهام استبعاد: ﴿من راق *﴾ أي من هو الذي يتصف برسوخ القدم في أمر الرقى الشافية ليرقيه فيخلصه مما هو فيه فإنه صار


الصفحة التالية
Icon