من رحمتك ولا تقنطنا من لطفك ولا تقطع بنا عنك بمنك وإحسانك - انتهى.
ولما كان فعله ذلك فعل من يخشى أن يكون عليه في بقائهم على كفرهم ملامة، بين له أنه سالم من ذلك فقال: ﴿وما﴾ أي فعلت ذلك والحال أنه ما ﴿عليك﴾ أي من بأس في ﴿ألا يزكّى *﴾ أصلاً ورأساً ولو بأدنى تزك - بما أشار إليه الإدغام - إن عليك إلا البلاغ، ويجوز أن يكون استفهاماً أي وأي شيء يكون عليك في عدم تزكيه وفيه إشارة إلى أنه يجب الاجتهاد في تزكية التابع الذي عرف منه القبول.
ولما ذكر المستغني، ذكر مقابله فقال: ﴿وأما من جاءك﴾ حال كونه ﴿يسعى *﴾ أي مسرعاً رغبة فيما عندك من الخير المذكر بالله وهو فقير ﴿وهو﴾ أي والحال أنه ﴿يخشى﴾ أي يوجد الخوف من الله تعالى ومن الكفار في أذاهم على الإتيان إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومن معاثر الطريق لعماه ﴿فأنت عنه﴾ أي خاصة في ذلك المجلس لكونه في الحاصل ﴿تلهّى *﴾ أي تتشاغل لأجل أولئك الأشراف


الصفحة التالية
Icon