كل شيء حي ﴿صباً *﴾ وثنى بالأرض التي هي كالأنثى بالنسبة إلى السماء فقال: ﴿ثم﴾ أي بعد مهلة من إنزال الماء، وفاوتنا بينها في البلاد والنبات ﴿شققنا﴾ أي بما لنا من العظمة ﴿الأرض﴾ بالنبات الذي هو في غاية الضعف عن شق أصعب الأشياء فكيف بالأرض اليابسة المتكزرة جداً عند مخالطة الماء، وحقق المعنى فقال: ﴿شقاً *﴾ ثم سبب عن الشق ما هو كالتفسير له مبيناً الاحتياج إلى النبات بقوله: ﴿فأنبتنا﴾ أي أطلعنا على وجه الاتصال الموجب للتغذي والنمو ﴿فيها﴾ بسبب الشق ﴿حباً *﴾ أي لاقتيات الإنسان وغيره من الحيوان كالحنطة والشعير والرز وغيرها.
ولما كان الحب قوتاً فبدأ به لأنه الأصل في القوام، عطف عليه ما هو فاكهة وقوت فقال: ﴿وعنباً﴾ هو فاكهة في حال عنبيته وقوت باتخاذه زبيباً ودبساً وخلاً. ولما كان لذلك في بيان عجائب الصنع ليدل على القدرة على كل شيء فيدل على القدرة على البعث فذكر ما إن أخذ من منبته قبل بلوغه فسد، وإن ترك اشتد وصلح للادخار، واتبعه ما إن ترك على أصله فسد، وإن أخذ وعولج - صلح