بالسر والمشاورة في الأمر ما ليس لغيره، ولذلك يضيع عليه رزقه وعمره قال: ﴿وبنيه *﴾ وإن اجتمع فيها الصغير الذي هو عليه أشفق والكبير الذي هو في قلبه أجل وفي عينه أنبل ومن بينهما من الذكر والأنثى.
ولما ذكر فراره الذي منعه قراره، علله فقال: ﴿لكل امرىء﴾ أي وإن كان أعظم الناس مروءة ﴿منهم يومئذ﴾ أي إذ تكون هذه الدواهي العظام والشدائد والآلام ﴿شأن﴾ أي أمر بليغ عظيم ﴿يغنيه *﴾ أي يكفيه - في الاهتمام بحيث لا يدع له حصة يمكنه صرفها إلى غيره ويوجب له لزوم المغنى، وهو المنزل - الذي يرضيه مع أنه يعلم أنه يتبعونه ويخاف أن يطالبوه لما هم فيه من الكرب بما لعله قصر فيه من حقوقهم.
ولما ذكر اليوم، قسم أهله إلى القسمين المقصودين بالتذكرة أول السورة، فقال دالاًّ على البواطن بأشرف الظواهر: ﴿وجوه يومئذ﴾ أي إذ كان ما تقدم من الفرار وغيره ﴿مسفرة *﴾ أي بيض مضيئة بالإشراق والاستنارة، من أسفر الصبح - إذا أشرق واستنار ﴿ضاحكة﴾ لما علمت من سعادتها ﴿مستبشرة *﴾ أي طالبة للبشر وهو


الصفحة التالية
Icon