بين الأقرب، والأدون للأنزل رتبة لأن كلاًّ منهما يلزم منه قلة المسافة ﴿من ثلثي الّيل﴾ في بعض الليالي ﴿ونصفه وثلثه﴾ أي وأدنى من كل منهما في بعض الليالي - هذا على قراءة الجماعة، والمعنى، على قراءة ابن كثير والكوفيين بالنصب تعيين النصف والثلث الداخل تحت الأدنى من الثلثين، وهو على القراءتين مطابق لما وقع التخيير فيه في أول السورة بين قيام النصف بتمامه أو الناقص منه وهو الثلث أو الزائد عليه وهو الثلثان، أو الأقل من الأقل من النصف وهو الربع.
ولما ذكر سبحانه قيامه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أتبعه قيام أتباعه، فقال عاطفاً على الضمير المستكن في تقوم وحسنه الفصل: ﴿وطائفة﴾ أي ويقوم كذلك جماعة فيها أهلية التحلق بإقبالهم عليك وإقبال بعضهم على بعض. ولما كانت العادة أن الصاحب ربما أطلق على من مع الإنسان بقوله دون قلبه عدل إلى قوله: ﴿من الذين معك﴾ أي بأقوالهم وأفعالهم، أي على الإسلام، وكأنه