من خزنة النار فإنها تسعة عشر حرفاً، كل حرف منها لملك منهم.
ولما كان هذا غير مميز للمعدود، وكانت الحكمة في تعيين هذا العد غير ظاهر، وكان هذا العدد مما يستقله المتعنت فيزيده كفراً، قال تعالى مبيناً لذلك: ﴿وما جعلنا﴾ أي بما لنا من العظمة وإن خفي وجه العظمة فيه على من عمي قلبه ﴿أصحاب النار﴾ أي خزنتها ﴿إلا ملائكة﴾ أي إنهم ليسوا من جنس المعذبين فيرقوا لهم ويطيق المعذبون محاولتهم أو يستريحوا إليهم وهم أقوى الخلق، وقد تكرر عليكم ذكرهم وعلمتم أوصافهم وأنهم ليسو كالبشر بل الواحد منم يصيح صيحة واحدة فيهلك مدينة كاملة كما وقع لثمود، فكيف إذا كا كل واحد من هؤلاء الخزنة رئيساً تحت يده من الجنود ما لا يحصيه إلا الله تعالى ﴿وما جعلنا﴾ على ما لنا من العظمة ﴿عدتهم﴾ أي مذكورة ومحصورة فيما ذكرنا ﴿إلا فتنة﴾ أي حالة مخالطة مميلة محيلة ﴿للذين كفروا﴾ أي أوجدوا هذا الوصف ولو على أدنى الوجوه، فإنهم يستقلونه ويستهزئون به ويتعنتون أنواعاً من التعنت بحيث إن بعض أغبياء قريش وهو أبو جهل،


الصفحة التالية
Icon