الإنذار وقد قال إنه هو الهادي المضل ﴿يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء﴾ ﴿لمن شاء﴾ أي بإرادته، وصرح بالمقصود لئلا يتعنت متعنتهم فيقول: المراد غيرنا، فقال: ﴿منكم﴾ أي أيها المعاندون ﴿أن يتقدم﴾ أي إلى الخيرات ﴿أو يتأخر *﴾ أي عنها فيصل إلى غضب الله تعالى والنار التي هي أثر غضبه، التي جعل ما عندنا من مؤلم الحر ومهلك البرد متأثراً عن نفسيها تذكيراً لنا ورحمة بنا، وحذف المفعول لأن استعماله كثير حتى صار يعرف وإن لم يذكر، وترجمة ذلك: لمن شاء أن يتقدم التقدم بما له من المكنة والاختيار في ظاهر الأمر، ولمن شاء أن يتأخر التأخر، و ﴿أن يتقدم﴾ مبتدأ، وهو مثل «لمن يتوضأ أن يصلي» ويجوز أن تكون الجملة بدلاً من «للبشر» على طريق الالتفات من الغائب إلى الحاضر ليصير كل مخاطب به كأنه هو المقصود بذلك بالقصد الأول فيتأمل المعنى في نفسه فيجده صادقاً ثم يتأمل فلا يجد مانعاً من تعديته إلى غيره من جميع البشر، ويكون «أن» والفعل على هذا مفعولاً ل «شاء».
ولما كان التقدم والتأخر بالأفعال، وكان أكثر أفعال الإنسان الشر لما جبل عليه من النقصان، قال مبيناً لما يقدم وما يؤخر ﴿كل نفس﴾ أي ذكر أو أنثى على العموم ﴿بما كسبت﴾ أي خاصة