ما منحه من تقريبه واجتبائه وجمع خير الدارين له فقال تعالى: ﴿والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى وللآخرة خير لك من الأولى﴾ ثم عدد تعالى عليه نعمه بعد وعده الكريم له بقوله: ﴿ولسوف يعطيك ربك فترضى﴾ وأعقب ذلك بقوله: ﴿فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر﴾ فقد آويتك قبل تعرضك وأعطيتك قبل سؤالك، فلا تقابله بقهر من تعرض وانتهار من سأل، وقد حاشاه سبحانه عما نهاه عنه ولكنه تذكير بالنعم وليستوضح الطريق من وفق من أمة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أما هو صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فحسبك من تعرف رحمته ورفقه ﴿وكان بالمؤمنين رحيماً﴾ [الأحزاب: ٤٣] ﴿عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم﴾ [التوبة: ١٢٨] ثم تأمل استفتاح هذه السورة ومناسبة ذلك المقصود ولذلك السورة قبلها برفع القسم في الأولى بقوله: {والليل إذا


الصفحة التالية
Icon