غير راض، وممنوع راض، وعن علي رضي الله عنه أنها أرجى آية في القرآن لأنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يرضى واحداً من أمته في النار.
ولما وعده بأنه لا يزال في كل لحظة يرقيه في مراقي العلا والشرف، ذكره بما رقاه به قبل ذلك من حين توفي أبوه وهو حمل وماتت أمه وهو ابن ثمان سنين، فتم يتمه من الأبوين قبل بلوغه لئلا يكون عليه - كما قال جعفر الصادق - حق لمخلوق، فقال مقرراً له: ﴿ألم يجدك﴾ أي يصادفك أي يفعل بك فعل من صادف آخر حال كونه ﴿يتيماً فآوى *﴾ ولما كان يلزم من اليتم في الغالب عدم العلم لليتيم لتهاون الكافل، ومن عدم العلم الضلال، قال مبيناً أن يتمه وإهماله من الحمل على دينهم كان نعمة عظيمة عليه لأنه لم يكن على دين قومه في حين من الأحيان أصلاً: ﴿ووجدك﴾ أي صادفك ﴿ضالاً﴾ أي لا تعلم الشرائع ﴿ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان﴾ [الشورى: ٥٢] فأطلق اللازم وهو الضلال على الملزوم، والمسبب على السبب، وهو عدم العلم، فكنت لأجل ذلك لا تقدم على فعل من الأفعال لأنك لا تعلم الحكم فيه إلا ما علمت بالعقل الصحيح والفطرة السليمة المستقيمة من التوحيد وبعض توابعه، وهذا هو التقوى كما تقدم في الفاتحة، ولم يرد به حقيقته وإنما أعراه من التعلق بشيء من الشرائع ونحوها بإعدام من يحمله على ذلك ليفرغه