ولما كان المستريح يحتاج إلى تكرار الشرب وما يشرب فيه قال: ﴿وأكواب﴾ جمع كوب وهو إناء لا عروة له، فهو صالح للمناولة والشرب من كل جهة ﴿موضوعة *﴾ أي ملآى وهي بحيث يسهل عليهم تناولها.
ولما كان من هو بهذه المثابة يحتاج إلى المساند والفرش الزائدة قال تعالى: ﴿ونمارق﴾ أي مساند يستندون إليها، جمع نمرقة بالفتح والضم وهي الوسادة ﴿مصفوفة *﴾ أي بعضها إلى بعض فهي في غاية الكثرة كأنها الروابي المنضدة على بساط الأرض ﴿وزرابيّ﴾ أي بسط عريضة كثيرة الوبر كأنها الرياض فاخرة ناضرة زائدة عن مواضع استراحاتهم، وهي جمع زربية ﴿مبثوية *﴾ أي مبسوطة على وجه التفرق في المواضع التي لا يراد التنزه بها من مواضع الرياحين النابتة والأشجار المتشابكة كما بسط سبحانه وتعالى أديم الأرض ورصعه بأنواع النبات الفاخرة بما بسطوا أنفسهم في الدنيا للحق وألانوها له.
ولما أنهى سبحانه ما أراد من تصوير تلك الدار على ما يليق بهذه السور القصار، وكانوا ينكرون غاية الإنكار فوبخهم بما يعصمهم


الصفحة التالية
Icon