بالنكرة خاص وهو الصلح بين الزوجين، وبالمعرفة عام في كل صلح جائز ﴿زدناهم عذاباً فوق العذاب﴾ [النحل: ٨٨] فإن الشيء لا يكون فوق نفسه - انتهى. قال: وقد تعاد المعرفة معرفة مع المغايرة كقوله تعالى: ﴿وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب﴾ [المائدة: ٤٨] وقال غيره: ﴿قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء﴾ [آل عمران: ٢٦] الأول عام والثاني خاص، ﴿هل جزاء الإحسان إلا الإحسان﴾ [الرحمن: ٦٠] الأول العمل والثاني الثواب ﴿وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس﴾ [المائدة: ٤٥] الأولى القاتلة والثانية المقتولة - انتهى، قال: وقد تعاد المعرفة نكرة مع عدم المغايرة كقوله تعالى: ﴿أنما إلهكم إله واحد﴾ [الكهف: ١١٠] ومثله كثير، والمعرفة مثل النكرة في حالتي الإعادة معرفة والإعادة نكرة في أنها إن أعيدت معرفة كان الثاني هو الأول، وإن أعيدت نكرة كان غيره، ثم مثل بالآية التي هنا، وقال: وهذا مبني على أن تنكير ﴿يسراً﴾ للتفخيم وتعريف العسر للعهد، أي العسر الذي أنتم عليه أو الجنس أي الذي يعرفه كل أحد، فيكون اليسر الثاني مغايراً للأول بخلاف العسر - انتهى. وقال في الكشاف: وأما اليسر فمنكر متناول لبعض الجنس، فإذا كان الكلام الثاني مستأنفاً عن منكر تناول بعضاً غير البعض الأول بغير الإشكال.


الصفحة التالية
Icon