أو الفرقان، ولذلك أبدل منها قوله: ﴿رسول﴾ أي عظيم جداً، وزاد عظمته بقوله واصفاً له: ﴿من الله﴾ أي الذي له الجلال والإكرام ﴿يتلوا﴾ أي يقرأ قراءة متواترة ذلك الرسول بعد تعليمنا له ﴿صحفاً﴾ جمع صحيفة وهي القرطاس والمراد ما فيها، عبر بها عنه لشدة المواصلة ﴿مطهرة *﴾ أي هي في غاية الطهارة والنظافة والنزاهة من كل قذر بما جعلنا لها من البعد من الأدناس بأن الباطل من الشرك بالأوثان وغيرها من كل زيغ لا يأتيها من بين يديها ولا من خلفها وأنها لا يمسها إلا المطهرون، وقراءته وإن كان أمياً لمثل ما فيها قراءة لها.
ولما عظمه بأن وصف صحفه التي هي محل المكتوب بالطهارة، بين سبب ذلك فقال: ﴿فيها﴾ أي تلك الصحف ﴿كتب﴾ جمع كتاب أي علوم هي لنفاستها حقيقة بأن تكتب ﴿قيمة *﴾ أي هي في غاية الاستقامة لنطقها بالحق الذي لا مرية فيه ليس فيها شرك ولا عوج بنوع من الأنواع، فإذا أتتهم هذه البينة انفكوا وانفكاكهم أنهم كانوا مجتمعين قبل هذا، أهل الكتاب يؤمنون بالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما عندهم من البشائر الصريحة به، والمشركون يقولون: لئن جاءنا نذير لنكونن أهدى من إحدى الأمم، ويقولون: نحن


الصفحة التالية
Icon