قاسر لهم على التذكر والرجوع، فلا عليك إن لم ينظروا ولم يتذكروا لأنه ما عليك إلا البلاغ، ولذلك قال ﴿لست﴾ وأشار إلى القهر بأداة الاستعلاء فقال: ﴿عليهم﴾ أي خاصة ﴿بمصيطر *﴾ أي بمتسلط، وأما غيرهم فسنسلطك عليهم عن قريب، وقرأها الكسائي بالسين على الأصل.
ولما نفى عنهم تسلط الدنيا، وكان التقدير: فمن أقبل وآمن فإن الله ينعمه النعيم الأكبر، قال مستدركاً قسيمهم في صورة الاستثناء: ﴿إلا﴾ أي لكن ﴿من تولى﴾ أي كلف نفسه المطمئنة وفطرته الأولى المستقيمة للإعراض ﴿وكفر *﴾ أي وأصر على كفره، وأجاب الشرط بقوله مسبباً عنه: ﴿فيعذبه﴾ أشد العذاب الذي لا يطيقه أصلب الحديد ولا أشد الجبال ﴿الله﴾ أي الملك الأعظم بسبب تكبره على الحق ومخالفته لأمرك المطاع ومرادك الذي كله الحسن الجميل، ولعله صوره وهو منقطع بصورة المتصل بالتعبير بأداته إشارة إلى أن العذاب من الله عذاب منه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأن سببه تكذيبهم له، وقرأ ابن عباس رضي الله عنهما «ألا» بالفتح والتخفيف على أنها استفتاحية ﴿العذاب الأكبر *﴾ يعني عذاب الآخرة، ويجوز أن يكون الاستثناء


الصفحة التالية
Icon