ما هو أهم منه مما لا عيش له إلا به.
ولما كان الردع لا يكون إلا عن ضار يجر وبالاً وحسرة، دل على ذلك بقوله استئنافاً: ﴿سوف﴾ أي بعد مهلة طويلة يتذكر فيها من تذكر ﴿تعلمون *﴾ أي يتجدد لكم العلم بوعد لا خلف فيه بما أنتم عليه من الخطإ عند معاينة ما يكشفه الموت ويجر حزنه الفوت من عاقبة ذلك ووباله.
ولما كان من الأمور ما لو شرح شأنه على ما هو عليه لطال وأدى إلى الملال، دل على أن شرح هذا الوعيد مهول بقوله مؤكداً مع التعبير بأداة التراخي الدالة على علو الرتبة: ﴿ثم كلا﴾ أي ارتدعوا ارتداعاً أكبر من ذلك لأنه ﴿سوف تعلمون *﴾ أي يأتيكم العلم من غير شك وإن تأخر زمنه يسيراً بالبعث.
ولما كان هذا أمراً صادعاً، أشار إلى أنه يكفي هذه الأمة المرحومة التأكيد بمرة، فقال مردداً للأمر بين تأكيد الردع ثالثاً بالأداة الصالحة له ولأن تكون لمعنى - حقاً كما يقوله ائمة القراءة: ﴿كلا﴾ أي - ليشتد ارتداعهم عن التكاثر فإنه أساس كل بلاء فإنكم ﴿لو تعلمون﴾ أيها المتكاثرون.
ولما كان العلم قد يطلق على الظن رفع مجازه بقوله: ﴿علم اليقين *﴾ أي لو يقع لكم علم على - وجه اليقين


الصفحة التالية
Icon