شيء حتى في حق أعدائه قال: ﴿ولا تعتدوا﴾ فنظم ذلك ابتداء القتال لمن لم يبح له ابتداءه به إما بعهد أو بغير دعوة لمن لم يبلغه أمر الدين أو بغير ذلك من أنواع الخيانة والغدر وقتل النساء والصبيان والشيوخ الفانين الذين لا منعة فيهم ولا رأي لهم، ودوام القتال لمن ألقى السلم بعد الابتداء به، فحذف المتعلق اختصاراً فأفاد زيادة المعنى وهو من غريب أفانين البلاغة وكأنه أفهم بصيغة الافتعال التقييد بالتعمد، ثم علل ذلك بقوله: ﴿إن الله﴾ أي لما له من صفات الكمال ﴿لا يحب المعتدين *﴾ مطلقاً في هذا وغيره، أي لا يفعل بهم من الخير فعل المحب.
ولما حرم الاعتداء صرح بإباحة أصل القتال فقال: ﴿واقتلوهم﴾ أي الذين يقاتلونكم ﴿حيث ثقفتموهم﴾ أي وجدتموهم وأنتم تطمعون


الصفحة التالية
Icon