بأعمال الغريزتين: الشجاعة والجود، ولذلك كان أشد الآفات في الدين البخل والجبن، انتهى - فقال تعالى: ﴿وأنفقوا﴾ وأظهر ولم يضمر إظهاراً للاعتناء بأمر النفقة ولئلا يقيد بحيثية من الحيثيات فقال: ﴿في سبيل الله﴾ أي الملك الذي كل شيء تحت قهره كما قال:
﴿وقاتلوا في سبيل الله﴾ [البقرة: ١٩٠] وهو كل ما أمر به الله وإن كان استعماله في الجهاد أكثر، أي ولا تخافوا العيلة والضيعة فإن الله ربّكم هو الذي أمركم بذلك ﴿والله يعدكم مغفرة منه وفضلاً﴾ [البقرة: ٢٦٥] قال الحرالي: فالنظر للأموال بإنفاقها لا بإصلاحها وإثباتها فانتظم الخطابان ما في العفو من العز وما في الإنفاق من النماء، وأكد ذلك بالإعلام بما لا تصل إليه مدارك الأنفس من أن إصلاح الأموال وإمساكها تهلكة - انتهى. فقال تعالى: ﴿ولا تلقوا بأيديكم﴾ أي تسرعوا بوضعها إسراع من


الصفحة التالية
Icon