من حط رئاستهم بتذلل الإسلام لله والنصفة بخلق الله وتبين فيها الخطاب مرة لأرباب الأموال بقوله تعالى: ﴿وآتوا الزكاة﴾ [البقرة: ٤٣] لتكون لهم قربة إذا آتوها سماحاً ومرة للقائم بالأمر بقوله تعالى: ﴿خذ من أموالهم صدقة﴾ [التوبة: ١٠٣] حين يؤنس من نفوسهم شح وشدد الله سبحانه وتعالى فيها الوعيد في القرآن جبراً لضعف أصنافها ونسق لذلك جميع ما أنزل في بيان النفقات والصدقات بداراً عن حب أو ائتماراً عن خوف. الركن الآخر الحج وهو حشر الخلق من أقطار الأرض للوقوف بين يدي ربهم في خاتم منيتهم ومشارفة وفاتهم ليكون لهم أمنة من حشر ما بعد مماتهم، فكمل به بناء الدين وذلك في أواخر سني الهجرة ومن آخر المنزل بالمدينة، وأول خطابه ﴿ولله على الناس حج البيت﴾ [آل عمران: ٩٧] بتنبيهه على أذان إبراهيم عليه الصلاة والسلام ﴿وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً﴾ [الحج: ٢٧] إلى ما أنزل في أمر الحج وأحكامه الحظيرة الحائط وهي الجهاد، ولم تزل مصاحبة الأركان كلها إما مع ضعف كما بمكة أو مع قوة كما في المدينة، ومن أول تصريح منزله
﴿أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا﴾ [الحج: ٣٩] إلى قوله {وقاتلوا المشركين كافة


الصفحة التالية
Icon