موصوف بما يصفه به على وجه العموم من غير نظر إلى قيد ولا حيثية فقال: ﴿إن الله﴾ ذا الكمال ﴿غفور﴾ أي ستور ذنب من استغفره ﴿رحيم *﴾ أي بليغ الرحمة يدخل المستغفر في جملة المرحومين الذين لم يبد منهم ذنب فهو يفعل بهم من الإكرام فعل الراحم بالمرحوم ليكون التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
ولما أمرهم بالذكر في المناسك وكان الإنسان فيها بصدد الذكر أمرهم بالذكر بعد قضائها لأن من فرغ من العبادة كان بصدد أن يستريح فيفتر عن الذكر إلى غيره وكانت عادتهم أن يذكروا بعد فراغهم مفاخر آبائهم فقال: ﴿فإذا قضيتم﴾ أي أنهيتم إنهاء بيناً لا شبهة فيه ﴿مناسككم﴾ أي أركان الحج، وأعاد الاسم الأعظم بمثل ما مضى من التعظيم وتعميم الذكر في جميع الوجوه فقال: ﴿فاذكروا الله﴾ الذي لا نعمة عليكم إلا منه وهو الذي هداكم،


الصفحة التالية
Icon