ولما كان مدار الأعمال البدنيات على النيات قيد ذلك بقوله: ﴿لمن﴾ أي هذا النفي للإثم عن القسمين لمن ﴿اتقى﴾ من أهلهما فأدار أفعاله على ما يرضي الله. ولما كان التقدير: فافعلوا ما شئتم من التعجل والتأخر عطف عليه ما علم أنه روحه فقال: ﴿واتقوا الله﴾ أي الذي له الإحاطة الشاملة. ولما كان الحج حشراً في الدنيا والانصراف منه يشبه انصراف أهل الموقف بعد الحشر عن الدنيا فريقاً إلى الجنّة وفريقاً إلى السعير ذكرهم بذلك بقوله: ﴿واعلموا أنَّكم﴾ جميعاً ﴿إليه﴾ لا إلى غيره ﴿تحشرون *﴾ بعد البعث، والحشر الجمع بكره، وهو واقع على أول خروجهم من الأجداث إلى انتهاء الموقف، فاعلموا لما يكون سبباً في انصرافكم منه إلى دار كرامته


الصفحة التالية
Icon