قال: الإفساد يشمل ما إذا كان الفساد عن غير قصد، والآية من الاحتباك، ذكر أولاً الإفساد ليدل على حذفه ثانياً وثانياً الإهلاك ليدل على حذفه أولاً، وذكر الحرث الذي هو السبب دلالة على الناسل والنسل الذي هو المسبب دلالة على الزرع فهو احتباك ثان.
ولما كان من الناس من يفعل الفساد فإذا نهى عنه انتهى بين أن هذا على غير ذلك تحقيقاً لألديته فقال مبشراً بأداة التحقيق بأنه لا يزال في الناس من يقوم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: ﴿وإذا قيل له﴾ من أي قائل كان ﴿اتق الله﴾ أي الملك الأعظم الذي كل شيء تحت قهره واترك ما أنت عليه من الفساد ﴿أخذته﴾ أي قهرته لما له من ملكة الكبر ﴿العزة﴾ في نفسه