والرسول لتكون له الحجة البالغة - انتهى. ﴿بالحق﴾ أي الثابت كل ثبات ﴿ليحكم﴾ أي الله بواسطة الكتاب ﴿بين الناس فيما اختلفوا فيه﴾ من الدين الحق الذي كانوا عليه قبل ذلك أمة واحدة فسلكوا بهم بعد جهد السبيل الأقوم ثم ضلوا على علم بعد موت الرسل فاختلفوا في الدين لاختلافهم في الكتاب ﴿وما اختلف فيه﴾ أي الكتاب الهادي للحق الذي لا لبس فيه المنزل لإزالة الاختلاف ﴿إلا الذين﴾ ولما كان العالم يقبح منه مخالفة العلم مطلقاً لا بقيد كونه من معلم مخصوص بني للمفعول ﴿أوتوه﴾ أي فبدلوا نعمة الله بأن أوقعوا الخلاف فيما أنزل لرفع الخلاف، ففي هذا غاية التعجيب وإظهار القدرة الباهرة التي حملتهم على ذلك.