من الحق ولو كان يسيراً وهو معنى قوله: ﴿من أخيه شيء﴾ أي أي شيء كان من العفو بالنزول عن طلب الدم إلى الدية، وفي التعبير بلفظ الأخ كما قال الحرالي تأليف بين الجاني والمجني عليه وأوليائه من حيث ﴿ما كان لمؤمن أن يقتل مؤمناً إلاّ خطأ﴾ [النساء: ٩٢] وإن لم يكن خطأ الطبع فهو خطأ القصد من حيث لم يقصد أن يقتل مؤمناً إنما قصد أن يقتل عدوّاً وشاتماً أو عادياً على أهله وماله أو ولده.
فإذا انكشف حجاب الطبع عاد إلى أخوة الإيمان ﴿فاتباع﴾ أي فالأمر في ذلك اتباع من ولي الدم ﴿بالمعروف﴾ فيه توطين النفس على كسرها عن حدة ما تجره إليها أحقاد الجنايات، والمعروف ما شهد عيانة لموافقته وبقبول موقعه بين الأنفس فلا يلحقها منه تنكر.
ولما أمر المتبع أمر المؤدي فقال ﴿وأدآء إليه بإحسان﴾ لئلا


الصفحة التالية
Icon