ونيات حذر بقوله: ﴿إن الله﴾ أي المحيط بجميع صفات الكمال ﴿سميع﴾ أي لما يقوله كل منهما ﴿عليم *﴾ بسره وعلنه في ذلك، فليحذر من عمل السوء وإن أظهر غيره ومن دعاء المظلوم فإن الله يجيبه.
ولما كان التحذير من التبديل إنما هو في عمل العدل وكان الموصي ربما جار في وصيته لجهل أو غرض تسبب عنه قوله: ﴿فمن خاف﴾ أي علم وتوقع وظن، أطلقه عليه لأنه من أسبابه، ولعله عبر بذلك إشارة إلى أنه يقنع فيه بالظن ﴿من موص جنفاً﴾ أي ميلاً في الوصية خطأ ﴿أو إثماً﴾ أي ميلاً فيها عمداً. قال الحرالي: وكان حقيقة معنى الجنف إخفاء حيف في صورة بر - انتهى.


الصفحة التالية
Icon