بدر ﴿غلبت فئة كثيرة﴾ ثم نبه على أن سبب النصر الطاعة والذكر لله بقوله: ﴿بإذن الله﴾ أي بتمكين الذي لا كفوء له، فلا ينبغي لمن علم ذلك أن يفتر عن ذكره ويرضى بقضائه. ثم بين أن ملاك ذلك كله الصبر بقوله: ﴿والله﴾ أي الملك الأعظم ﴿مع الصابرين *﴾ ولا يخذل من كان معه.
ثم بين أنهم صدقوا قولهم قبل المباشرة بالفعل عندها فقال عاطفاً على ما تقديره: فلما قالوا لهم ذلك جمع الله كلمتهم فاعتمدوا عليه وبرزوا للقتال بين يديه: ﴿ولما برزوا﴾ وهم على ما هم عليه من الضعف والقلة، والبروز هو الخروج عن كل شيء يوارى في براز من الأرض وهو الذي لا يكون فيه ما يتوارى فيه عن عين الناظر ﴿لجالوت﴾ اسم ملك من ملوك الكنعانيين كان بالشام في زمن


الصفحة التالية
Icon