ليتم العلم بكمال قدرته واختياره وذلك من فضله على عباده وهو ﴿ذو فضل﴾ عظيم جداً ﴿على العالمين *﴾ أي كلهم أولاً بالإيجاد وثانياً بالدفاع فهو يكف من ظلم الظلمة إما بعضهم ببعض أو بالصالحين وقليل ما هم ويسبغ عليهم غير ذلك من أثواب نعمه ظاهرة وباطنة، ومما يشتد اتصاله بهذه القصة ما أسنده الحافظ أبو القاسم بن عساكر في الكنى من تاريخ دمشق في ترجمة أبي عمرو بن العلاء عن الأصمعي قال: أنشدنا أبو عمرو بن العلاء قال: سمعت أعرابياً ينشد وقد كنت خرجت إلى ظاهر البصرة متفرجاً مما نالني من طلب الحجاج واستخفائي منه:

صبر النفس عند كل ملمّ إن في الصبر حيلة المحتال
لا تضيقن في الأمور فقد يكشف لأواؤها بغير احتيال
ربما تجزع النفوس من الأمر له فرجة كحل العقال
قد يصاب الجبان في آخر الصفّ وينجو مقارع الأبطال
فقلت ما وراءك يا أعربي؟ فقال: مات الحجاج، فلم أدر بأيهما أفرح بموت الحجاج أو بقوله: له فرجة! لأني كنت أطلب شاهداً لاختياري


الصفحة التالية
Icon