استطاعته - انتهى.
ولما لم يكن بين الكتابة والشهادة ملازمة نص عليها وبين أهلها فقال: ﴿واستشهدوا﴾ أي اطلبوا الشهادة وأوجدوها مع الكتابة ودونها ﴿شهيدين﴾ قال الحرالي فجعل شهادة الدين باثنين كما جعل الشاهد في الدين اثنين: شاهد التفكر في الآيات المرئية وشاهد التدبر للآيات المسموعة، وفي صيغة فعيل مبالغة في المعنى في تحقق الوصف بالاستبصار والخبرة - انتهى.
ولما بيّن عدد الشاهد بيّن نوعه فقال: ﴿من رجالكم﴾ وأعلم بالإضافة اشتراط كونه مسلماً وإطلاق هذا الذي ينصرف إلى الكامل مع ما يؤيده في الآية يفهم الحريّة كقوله ﴿ولا يأب الشهداء﴾ والإتيان بصيغة المبالغة في الشاهد وتقييده مع ذلك بالرضى وتعريف الشهداء ونحوه. قال الحرالي: ولكثرة المداينة وعمومها وسع فيها الشهادة