أشمل وأرجع إلى حال المداين الذي هو المخاطب بأن يكتب انتهى. ﴿إلى أجله﴾ أي الذي توافقتم وتواثقتم عليه.
ولما كان كأنه قيل: ما فائدة ذلك؟ فقيل: ﴿ذلكم﴾ إشارة بأداة البعد وميم الجمع إلى عظم جدواه. قال الحرالي: ولبيانه ووضوحه عندهم لم يكن إقبالاً على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذي يقبل عليه في الأمور الخفية - انتهى. ﴿أقسط﴾ أي أعدل فقد نقل عن ابن السيد أنه قال في كتابه الاقتضاب: إن قسط بمعنى جار وبمعنى عدل. وقال الحرالي: ﴿أقسط﴾ من الإقساط وهو وضع القسط وهو حفظ الموازنة حتى لا تخرج إلى تطفيف. ثم زاد تعظيمه بقوله: ﴿عند الله﴾ أي الذي هو محيط بصفات الكمال بالنسبة إلى كل صفة من صفاته، لأنه يحمل على العدل بمنع المغالطة والتلون في شيء من أحوال ذلك الدين ﴿وأقوم للشهادة﴾ أي وأعدل في قيام الشهادة إذا طلب من الشاهد أن يقيمها بما هو مضبوط له وعليه ﴿وأدنى﴾ أي أقرب في ﴿ألاّ ترتابوا﴾ أي تشكوا في شيء من الأمر الذي