ولما كان التقدير: هذا إن تخوفتم من المداين، عطف عليه قوله: ﴿فإن أمن﴾ ولما كان الائتمان تارة يكون من الدائن وتارة يكون من الراهن قال: ﴿بعضكم بعضاً﴾ أي فلم تفعلوا شيئاً من ذلك ﴿فليؤد﴾ أي يعط، من الأداء وهو الإتيان بالشيء لميقاته. ولما كان المراد التذكير بالإحسان بالائتمان ليشكر ولم يتعلق غرض بكونه من محسن معين بني للمفعول قوله: ﴿الذي اؤتمن﴾ من الائتمان وهو طلب الأمانة وهو إيداع الشيء لحفيظته حتى يعاد إلى المؤتمن - قاله الحرالي: ﴿أمانته﴾ وهو الدين الذي ترك المؤتمن التوثق به من المدين إحساناً إليه وحسن ظن به، وكذا إن كان الائتمان من جهة الراهن ﴿وليتق الله﴾ المستجمع لصفات العظمة ﴿ربه﴾ أي الذي رباه في نعمه وصانه من بأسه ونقمه وعطّف عليه قلب من أعطاه وائتمنه ليؤدي الحق على الصفة التي أخذه بها فلا يخن في شيء مما اؤتمن عليه.


الصفحة التالية
Icon