قيوميته البادية في تبارك ما أنبأ عنه اسمه ﴿الحي القيوم﴾ وما أوصله لطفه من مضمون توحيده المنبىء عنه كلمه الإخلاص في قوله: ﴿لا إله الا هو﴾ فلذلك كان هذا المجموع في منزله قرآناً حرفياً وقرآناً كلمياً اسمياً وقرآناً كلامياً تفصيليا مما هو اسمه الأعظم كما تقدم من قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين: ﴿وإلهكم أله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم﴾ [البقرة: ١٦٣]، ﴿الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم﴾ » وكما وقعت إلاحة في سورة البقرة لما وقع بها الإفصاح في سورة آل عمران كذلك وقع في آل عمران من نحو ما وقع تفصيله في سورة البقرة ليصير منزلاً واحداً بما أفصح مضمون كل سورة بالإحة الأخرى، فلذلك هما غمامتان وغيايتان على قارئهما يوم القيامة كما تقدم لا تفترقان، فأعظم ﴿الم﴾ هو مضمون ﴿الم﴾ الذي افتتحت به هذه السورة ويليه في الرتبة ما افتتحت به سورة البقرة، ويليه في الرتبة ما افتتحت به سور الآيات نحو قوله سبحانه وتعالى ﴿الم تلك آيات الكتاب الحكيم﴾ [لقمان: ٢] فللكتاب الحكيم إحاطة قواماً وتماماً ووصلة،