يكون لغير المحق الظفر والانتقام انتهى. ﴿من يشاء﴾ أي فلا عجب فيه في التحقيق، فلذلك اتصل به قوله: ﴿إن في ذلك﴾ أي الأمر الباهر، وفي أداة البعد كما قال الحرالي إشارة بعد إلى محل علو الآية ﴿لعبرة﴾ قال: هي المجاوزة من عدوة دنيا إلى عدوة قصوى، ومن علم أدنى إلى علم أعلى، ففي لفظها بشرى بما ينالون من ورائها مما هو أعظم منها إلى غاية العبرة العظمى من الغلبة الخاتمة التي عندها تضع الحرب أوزارها حيث يكون من أهل الكمال بعدد أهل بدر ثلاثمائة ثلاثة عشر، فهو غاية العبرة لمن له بصر نافذ ونظر جامع بين البداية والخاتمة ﴿كما بدأنا أول خلق نعيده﴾ [الأنبياء: ١٠٤]- انتهى. ﴿لأولي الأبصار *﴾ أي يصيرون بها من حال إلى أشرف منها في قدرة الله وعظمته وفعله بالاختيار. قال الحرالي: أول موقع العين على الصورة نظر، ومعرفة خبرتها الحسية بصر، ونفوذه إلى حقيقتها رؤية، فالبصر متوسط بين النظر والرؤية


الصفحة التالية
Icon