ولما كان أكثر السورة في بني إسرائيل وأكثر ذلك في أتباع موسى عليه الصلاة والسلام بدأ بوصفه وثنى بعيسى عليه الصلاة والسلام لأنه الناسخ لشريعته وهو آخر أنبيائهم فقال مبيناً لما أجمل من ذلك التفضيل بادئاً بدرجة الكلام لأنها من أعظم الدرجات لافتاً القول إلى مظهر الذات بما لها من جميع الصفات لأنه أوفق للكلام المستجمع للتمام ﴿منهم من كلم الله﴾ أي بلا واسطة بما له من الجلال كموسى ومحمد وآدم عليهم الصلاة والسلام ﴿ورفع بعضهم﴾ وهو محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على غيره، ومن