انتهى. ونذرته لله تعالى حال كونه ﴿محرراً﴾ أي لا اعتراض ولا حكم لأحد من الخلق عليه، قال الحرالي: والتحرير طلب الحرية، والحرية رفع اليد عن الشيء من كل وجه، وفي الإتيان بصيغة التكثير والتكرير إشعار بمضي العزيمة في قطع الولاية عنه بالكلية لتسلم ولايته لله تعالى - انتهى. ﴿فتقبل مني﴾ ولما كان حسن إجابة المهتوف به الملتجأ إليه على حسب إحاطة سمعه وعلمه عللت سؤالها في التقبل بأن قصرت السمع والعلم عليه سبحانه فقالت: ﴿إنك أنت﴾ أي وحدك ﴿السميع العليم *﴾ فقالت كما قال سلفها إبراهيم وإسماعيل عليهما الصلاة والسلام
﴿ربنا تقبل منا﴾ [البقرة: ١٢٧]، أي فلا يسمع أحد قولي مثل سمعك، ولا يعلم أحد نيتي مثل علمك ولا أنا، فإن كان فيهما شيء لا يصلح فتجاوز عنه.
ولما أخبر بما اقتضى مضى عزمها قبل الوضع أخبر بتحقيقه بعده فقال: ﴿فلما وضعتها قالت﴾ أي تحسراً ذاكرة وصف الإحسان استمطاراً للامتنان ﴿رب إني وضعتها﴾ قال الحرالي: من الوضع وهو إلقاء الشيء المستثقل ﴿أنثى﴾ هي أدنى زوجي الحيوان المتناكح - انتهى.