ولما أخبر بدعائها أخبر بإجابتها فيه فقال: ﴿فتقبلها﴾ فجاء بصيغة التفعل مطابقة لقولها ﴿فتقبل﴾، ففيه إشعار بتدرج وتطور وتكثر، كأنه يشعر بأنها مزيد لها في كل طور تتطور إليه، من حيث لم يكن فاقبل مني فلم تكن إجابته ﴿فقبلها﴾، فيكون إعطاء واحداً منقطعاً عن التواصل والتتابع، فلا تزال بركة تحريرها متجدداً لها في نفسها وعائداً بركته على أمها حتى تترقى لى العلو المحمدي فيتكون في أزواجه ومن يتصل به - انتهى.
وجاء بالوصف المشعر بالإحسان مضافاً إليها إبلاغاً في المعنى فقال: ﴿ربها﴾ قال الحرالي: وظهر سر الإجابة في قوله سبحانه وتعالى: ﴿بقبول حسن﴾ حيث لم يكن «بتقبل» - جرياً على الأول.
ولما أنبأ القبول عن معنى ما أوليته باطناً أنبأ الإنبات عما أوليته ظاهراً في جسمانيتها، وفي ذكر الفعل من «أفعل» في قوله: