من لدنا علماً} [الكهف: ٦٥]، وكما قال فيه ﴿وحناناً من لدنا﴾ [مريم: ١٣]، لأن كل ما كان من لدن فهو أبطن من عند ﴿ذرية﴾ فيه إشعار بكثرة ونسل باق، فأجيب بولد فرد لما كان زمان انتهاء في ظهور كلمة الروح وبأنه لا ينسل فكان يحيي حصوراً لغلبة الروحانية على إنسانيته - انتهى. ﴿طيبة﴾ أي مطيعة لك لأن ذلك طلبة أهل الخصوص، ثم علل إدلاله على المقام الأعظم بالسؤال بقوله: ﴿إنك سميع الدعاء﴾ أي مريده ومجيبه لأن من شأن من يسمع - ولم يمنع - أن يجب إذا كان قادراً كاملاً، وقد ثبتت القدرة بالربوبية الكاملة التي لا تحصل إلا من الحي القيوم، بخلاف الأصنام ونحوها مما عبد فإنها لا تسمع، ولو سمعت لم تقدر على الإجابة إلى ما تسأل فيه لأنها مربوبة. قال الحرالي: أعلم الداعي بما لله سبحانه وتعالى من الإجاة، والقرب «وسيلة في قبول» دعائه - انتهى.
ولما كان الله سبحانه وتعالى عند ظن عبده به سمع دعاءه كما قال ﴿فنادته﴾ أي فتسبب عن دعائه وحسن رجائه أن نادته ﴿الملائكة﴾


الصفحة التالية
Icon