غير سبب أصلاً عبر في تعليل ذلك بالخلق فقال: ﴿الله﴾ أي الملك الأعظم الذي لا اعتراض عليه ﴿يخلق﴾ أي يقدر ويصنع ويخترع ﴿ما يشاء﴾ فعبر بالخلق إشارة إلى أن العجب فيه لا في مطلق الفعل كما في يحيى عليه السلام من جعل الشيخ كالشاب، ثم علل ذلك بما بين سهولته فقال: ﴿اذا قضى أمراً﴾ أي جل أو قل ﴿فإنما يقول له كن فيكون *﴾ بياناً للكلمة، فلما أجابها عما شغل قلبها من العجب فتفرغ الفهم أخذ في إكمال المقال بقوله عطفاً علي ﴿ويكلم الناس﴾ بالياء كما قبله في قراءة نافع وعاصم، وبالنون في قراءة الباقين نظراً إلى العظمة إظهاراً لعظمة العلم: ﴿ويعلمه﴾ أو يكون مستأنفاً فيعطف على ما تقديره: فنخلقه كذلك ونعلمه ﴿الكتاب﴾ أي الكتابة أو جنس الكتاب فيشمل ذلك معرفة الكتاب وحفظه وفهمه وغير ذلك من أمره ﴿والحكمة﴾ أي العلوم الإلهية