بعد أن علم كفرهم علماً لا مرية فيه، فاستغاث بالأنصار وعلم أن منجنون الحرب قد دار، فعزم على إلحاقهم دار البوار ﴿قال من أنصاري﴾.
ولما كان المقصود ثبات الأنصار معه إلى أن يتم أمره عبر عن ذلك بصلة دلت على تضمين هذه الكلمة كلمة توافق الصلة فقال: ﴿إلى﴾ أي سائرين أو واصلين معي بنصرهم إلى ﴿الله﴾ أي الملك الأعظم ﴿قال الحواريون﴾ قال الحرالي: جمع حواري وهو المستخلص نفسه في نصرة من تحق نصرته بما كان من إيثاره على نفسه بصفاء وإخلاص لا كدر فيه ولا شوب - انتهى.
وهو مصروف لأن ياءه عارضة ﴿نحن أنصار الله﴾ أي الذي أرسلك وأقدرك على ما تأتي به من الآيات، فهو المحيط بكل شيء عزة وعلماً، ثم صححوا النصرة وحققوا بأن عللوا بقولهم: ﴿آمنا بالله﴾ أي على ما له من صفات الكمال، ثم أكدوا ذلك بقولهم مخاطبين لعيسى عليه الصلاة والسلام رسولهم أكمل الخق إذ ذاك: ﴿واشهد بأنا مسلمون *﴾ أي منقادون لجميع ما تأمرنا به كما هو حق من آمن لتكون