لأن الإكراه الحمل على ما لم يظهر فيه وجه المصلحة فلم يبق منه مانع إلاّ حظ النفس الخبيث في شهواتها البهيمية والشيطانية ﴿فمن﴾ أي فكان ذلك سبباً لأنه من ﴿يكفر بالطاغوت﴾ وهو نفسه وما دعت إليه ومالت بطبعها الرديء إليه. وقال الحرالي: وهو ما أفحش في الإخراج عن الحد الموقف عن الهلكة صيغة مبالغة وزيادة انتهاء مما منه الطغيان - انتهى. ﴿ويؤمن بالله﴾ أي الملك الأعلى ميلاً مع العقل الذي هو خير كله لما رأى بنوره من الأدلة القاطعة والبراهين الساطعة وداوم على ذلك بما أفادته صيغة المضارع من يكفر ويؤمن ﴿فقد استمسك﴾ على بصيرة منه ﴿بالعروة الوثقى﴾ أي التي لا يقع شك في أنها أوثق الأسباب في نجاته بما ألقى بيده واستسلم لربه
﴿ومن يسلم وجهه إلى الله﴾ [الحج: ٣١]، والعروة ما تشد به العياب ونحوها


الصفحة التالية
Icon